الاثنين، 10 أغسطس 2009

ماذا أصابك يا وطن

ماذا أصابك يا وطن ؟ من سالم إكسبريس إلي السلام‏98 ... أنـا من سنين لـم أره .... لـكن شيئا ظـل في قـلـبي زمانا يذكـره‏....‏ عمي فرج‏..‏ رجل بسيط الحال .... لم يعرف من الأيام شـيئا.... غير صمت المتـعبـين ... كنـا إذا اشـتدت ريـاح الشك... بين يديه نـلتمس اليقين‏..‏ كـنا إذا غـابت خـيوط الشـمس عن عينـيه .... شـيء في جوانحنـا يضل‏..‏ ويستكين .... كنـا إذا حامت علي الأيام أسراب .... من اليأس الجسور نـراه كـنز الحالمين‏..‏ كـم كـان يمسك ذقـنه البيضاء في ألم ... وينظـر في حقول القـمح ... والفئـران تـسكـر من دماء الكـادحين.... عمي فـرج‏..‏ يوما تقلـب فـوق ظـهر الحزن ... أخـرج صفحة صفراء إعلانا بـطـول الأرض... يطلب في بـلاد النـفـط بعض العاملين .... همس الحزين وقـال في ألم‏:‏ أسافر‏..‏ كـيف يا الله ... أحتمل البعاد عن البنية‏..‏ والبنين ؟‏!..‏ لم لا أحج‏..‏ فـهل أموت ولا أري.... خير البرية أجمعين‏..‏ لم لا أسافر‏..‏ كلـها أوطـانـنـا‏..‏ ولأنـنـا في الهم شـرق‏..‏ بيننا نسب ودين‏...‏ لـكنه وطـني الـذي أدمي فـؤادي من سنين .... ما عاد يذكرني‏..‏ نـساني‏..‏ كـل شيء فيك يامصر الحبـيبة ... سوف يـنسي بعد حين‏..‏ أنا لـست أول عاشق نـسيته هذي الأرض ... كم نـسيت ألوف العاشقين‏..‏ عمي فرج‏..‏ قـد حان ميعاد الرجوع إلي الوطـن .... الكـل يصرخ فـوق أضواء السفينه.... كـلـما اقـتـربت خيوط الضوءعاودنا الشـجن .... أهواك يا وطني‏..‏ فلا الأحزان أنـستني هواك ولا الزمن ... عمي فرج‏..‏ وضع القميص علي يديه .... وصاح‏:‏ يا أحباب لا تتعجبوا .... إني أشم عبير ماء النـيل فوق الباخره ..... هيا احملـوا عيني علي كفي ..... أكاد الآن ألمح كل مئذنة .... تطـوف علي رحاب القاهره‏..‏ هيا احملوني .... كـي أري وجه الوطـن‏..‏ دوت وراء الأفق فرقـعة... أطاحت بالقـلوب المستـكينه ..... والماء يفتـح ألف باب .... والظـلام يدق أرجاء السفينه .... غاصت جموع العائدين تناثـرت .... في الليل صيحات حزينه ..... عمي فرج‏..‏ قـد قام يصرخ تـحت أشـلاء السـفينه..... رجل عجوز... في خريف العمر من منكم يعينه... رجل عجوز آه يا وطني .... أمد يدي نحوك ثم يقطعها الظـلام.... وأظل أصرخ فيك‏:‏ أنقذنا‏..‏ حرام .... وتسابق الموت الجبان‏..‏ واسودت الدنيا وقـام الموت .... يروي قصة البسطاء .... في زمن التـخاذل والتنـطـع والهوان‏..‏ وسحابة الموت الكـئيب .... تـلف أرجاء المكـان .... عمي فرج‏..‏ بين الضحايا كان يغمض عينـه.... والموج يحفر قبره بين الشـعاب‏.‏ ... وعلي يديه تـطل مسبحة ويهمس في عتاب.... الآن يا وطـني أعود إليك ..... تـوصد في عيوني كل باب .... لم ضقـت يا وطني بـنـا .... قد كـان حلـمي أن يزول الهم عني‏..‏ عند بابـك.... قد كان حلمي أن أري قبري علي أعتابـك ..... الملح كفـنني وكان الموج أرحم من عذابـك .... ورجعت كـي أرتاح يوما في رحابك .... وبخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابك .... فبخلت يوما بالسكن ... والآن تبخـل بالكفـن ... ماذا أصابك يا وطـن‏. فاروق جويده

هناك 3 تعليقات:

يا مراكبي يقول...

القصيدة دي كان فاروق جويده كاتبها للعبارة اللي غرقت قبلها .. كان اسمها السلام 95 .. وبعد سنين طويلة اكتشفنا ان نفس القصيدة هي نفسها بيتم ترديدها في موقف مماثل تماما .. وكأن الفساد لم تتغير مكانته عبر السنين .. وكأننا لم نتعلم شيئا مما حدث

:-(

mahasen saber يقول...

الله على كتاباتك وعلى جمال اسلوبك الكتابى رائع وممتع بكل ما فى الكلمه من معنى

وده ميمنعش انك قلبتى علينا المواجع يا رؤيه

ربنا يرحم ضحايا السلام وكل عباره غرقت

رائع رائع اسلوبك يا رؤيه
ربنا يباركلك يا حبيبتى

mahasen saber يقول...

ورمضان كريم عليكى وعلى كل من تحبين

شهر مبارك على الجميع ان شاء الله